السؤال:
بسم الله الرحم الرحيم السلام عليكم ورحمة الله، تزوجت من زوجي نتيجة حب عاصف من الطرفين، وكنت رضيت أن أكون الزوجة الثانية، وتقبلت كل الظروف القاسية، بحيث أعيش الآن مع أهلي من يوم زواجنا منذ 3 سنوات، وأزور زوجي مرة في السنة، تكون لمده شهر أو شهرين على الأكثر، ولم تتحسن هذه الظروف لصعوبة الإقامة في هذا البلد الذي يقيم به ويعمل فيه، ولم يتسنى له إلا جلب زوجته الأولى وأولاده، وبقيت أنا أنتظر حتى الآن أن تتحسن الظروف ويأتي الله بالفرج، وزوجي يرفض أن أنجب بحجة عدم الاستقرار، مع العلم أني تجاوزت 40 سنة، لا أعرف كيف أتصرف.. وأنا أرى سنوات عمري تمر بدون فائدة وزوجي يتمتع بحياته مع أولاده؟
الجواب:
الأخت الكريمة، تتمنى كثير من الفتيات الزواج وتنتظره، وعندما يطول بها الطريق ويصعب عليها الوصول إليه؛ عندئذ تتنازل عن كثير من حقوقها وتتغاضى حتى تحقق تلك الأمنية وتنسى أن الزواج رحلة طويلة قد تعانقها السعادة أو تقيدها الهموم والأحزان والمشاكل.
وقد تدفعها تلك الأمنية للموافقة على الزوج المتقدم إليها مهما كانت ظروفه وحتى لو كان متزوجا ولديه أولاد وظروف غير منضبطة ولا متيسرة وتتسرع بالموافقة لتكون زوجة ثانية وقد يكون هذا القرار غير مدروس؛ لذلك فكثيرًا ما تجد الزوجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة معاناةً ومشكلاتٍ أكثر مما ترى من السعادة من ذاك الزواج؛ لما تجده من عدم تحقيق العدل من قِبَل الزوج بينهن وبين الزوجة الأولى أم الأولاد.
أما بالنسبة لكونه يرفض أن يعطيك حقك أن تكوني أمًّا؛ فهذا أمر مرفوض، ولكن عليك أن تقنعيه بطريقة طيبة وتصبري على إقناعه حتى يستسلم لطلبك..
واعلمي أن من نعم الله عليك أن جعلك بين أهلك فذلك قد يهون عليك ذلك الجفاء منه.
أما الأمر الآخر فعليك أن تعلمي أن أولاده بحاجة إليه وإلى رعايته لهم فإن تأخر عليك فاعلمي أن الله سوف يبدلك خيرًا وليس عليك إلا الصبر، وأن تكملي مسيرتك واحتسبي عند الله الأجر.
وعليك أيضا أيتها الفاضلة أن تستفيدي بذلك الوقت في غيابه عنك مثلا بالاهتمام بحفظ كتاب الله أو بقراءة بعض الكتب المفيدة أو بالعمل في دار لتحفيظ القرآن للبنات أو بالقيام بأي عمل مفيد يشغل وقتك ويفيد الآخرين من حولك..
الأمر الآخر أن عليك أن تعلمي أنك بين أبويك في نعمة عظيمة عليك أن تستفيدي منها فهي فرصة لزيادة برهم وطلب رضاهم للدعاء لك.
الكاتب: أميمة الجابر.
المصدر: موقع المسلم.